الإنكار
الدرس الثالث
حِينَئِذٍ قَالَ يَسُوعُ لِتَلاَمِيذِهِ: إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي. (مت 16: 24)
تتطلب جميع الأنظمة التى تضفى الروحانية على العقل الكثير من الإنكار ؛ فكل الأديان على مر العصور لديها نوع من الإنكار كأحد أسسها . وكلنا نعلم ما يظنه المتشددون ؛ أى أنهم كلما أنكروا نفسهم ، أرضوا الله . وقد سيطر هذا الفكر على العقل البشرى على مدار بعض العصور، حتى قامت بعض الأرواح المنتمية بتعذيب أنفسهم بعدة طرق ؛ اعتقادًا منهم أن ذلك سيجعلهم أكثر روحانية ، أو على الأقل سيرضى الإله الغاضب .
وحتى الأن يفسر معظم الناس كلام يسوع المذكور أعلاه بأنه يعنى أن يترك الانسان كل سبل المتعة والراحة ، كل ما يحبه ويريده ؛ ليحمل صليبه الثقيل لفعل الأشياء البغيضة له فى حياته اليومية . ولذلك يقول العديد من الناس : " سأكون مسيحيًا حين أكبر، وليس الأن ؛ لأنىى أريد أن أتمتع قليلاً بحياتى قبلها".
إننى واثق أنه لا يمكن أن يكون هناك أبعد من هذا التفسير عن المعنى الحقيقى لكلام يسوع الناصرى ، ولكن بسبب تجاهلنا لطبيعة أبانا – الله - ، وعلاقتنا معه ، اعتقدنا أن المتعة تأتى من مصادر خارجية ، وتكون عادة امتلاك شىء ما لم نكن نمتلكه؛ فمثلاً يرى الفقير متعته فى امتلاك الأموال الوفيرة ، أما الغنى الذى يتمتع بملذات الحياة المزعومة حتى تصبح حياته مثل شخص امتلأت معدته أكثر من طاقتها مضطرًا للجلوس على طاولة ممتلئة بالطعام ، وغالبًا ما يكونوا الأكثر مرارة فى المجتمع ؛ حيث أن الحياة لا تحمل لهم السعادة. أما المريض فيرى سعادته الكاملة فى شفاءه . أما الرجل والمرأة اللذان يجتهدان فى عملهما فكل ما يحتاجون إليه بعض الراحة لكسر الرتابة فى حياتهم ؛ لذلك تحول العقل نحو التغيير الخارجى للأحوال والظروف بحثًا عن الرضا والمتعة . بعد سنوات عندما جرب الانسان كل شيء ، جرب أولاً هذا الشيء ، ثم ذاك الذى ظن أنه سيحقق له السعادة ، ولكنهم يعودون إلى الله فى خيبة أمل ويأس، ويحاولون العثور على نوع من الراحة فى الايمان أن يومًا ما، فى مكان ما سيحصلوا على السعادة التى يريدونها ؛ وبالتالى يعيشون فى صبر وخضوع ، ولكنهم معوزين إلى الفرح الحقيقى .
هذا الناصري نفسه ، الذي نعود إليه دائمًا لأنه بالنسبة لنا هو أفضل معلم ومظهر للحقيقة ، قضى ما يقرب من ثلاث سنوات في تعليم الناس - الناس العاديين مثلك ومثلي ، الذين أرادوا مثلنا بالضبط ، الطعام ، و الإيجار، والملابس ، والمال ، والأصدقاء والحب - أن يحبوا أعداءهم ، ويفعلوا الخير مع الذين يضطهدونهم، و عدم مقاومة الشر بأي طريقة ، بل و إعطائهم ضِعف ما يريدون ؛ للتوقف عن أى قلق بشأن الأشياء التي يحتاجون إليها " لأَنَّ أَبَاكُمْ يَعْلَمُ مَا تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلُوهُ".
وفى كلامه قال : "كَلَّمْتُكُمْ بِهذَا لِكَيْ يَثْبُتَ فَرَحِي فِيكُمْ وَيُكْمَلَ فَرَحُكُمْ" ، كما قال فى يوم أخر : "إِنَّ كُلَّ مَا طَلَبْتُمْ مِنَ الآبِ بِاسْمِي يُعْطِيكُمْ... اُطْلُبُوا تَأْخُذُوا، لِيَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلًا" ، كما قال أيضًا : " وَلَسْتُ أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي أَنَا أَسْأَلُ الآبَ مِنْ أَجْلِكُمْ، لأَنَّ الآبَ نَفْسَهُ يُحِبُّكُمْ". لقد تعلمنا مؤخرًا أن الله هو مجموع الصلاح فى الكون، ,أن هناك رغبة دائمة فى العقل – الذى هو الله – فى إظهار المزيد من نفسه – جوهر كل الخير – من خلالنا و من خلال حياتنا .
بالتأكيد كل هذه الأشياء لا تبدو كما هى ، فعندما قال المسيح أن إنكار الذات هو الطريق لتكون مثله ، و أن تملك السلطات ؛ حيث كان يعنى أن نتخلى عن وسائل الراحة فى الحياة ، أو أن نحرم أنفسنا بأى حال من الأحوال .
في هذه الدروس ، رأينا أنه إلى جانب الذات الأعمق الحقيقية لكل واحد منا – وتم التركيز على (الذات) فى النص الأصلى ؛ لأنها تعبير عن الله أو ظهور الله – الذى هو دائمًا واحد مع الأب. وهناك نفس خالدة، وعقل مائت؛ وهو الذي يعطى تقريرًا عن ما يحدث فى العالم الخارجي، ولا يجب الاعتماد عليه على الإطلاق، و هذه هى الذات التى تحدث عنها يسوع قائلاً : " فلينكر نفسه ".
إن هذا الذكاء أو العقل المادى ، أو العقل الخالد - حسب ما تسميه أنت – حقود ، وغيور ، وخداع ، ومريض لأنه أنانى ؛ فتسعى هذه النفس الخالدة دائما إلى إرضاء الذات على حساب شخص أخر إذا لزم الأمر . فذاتكم لا تمرض أبدا، ولا تخاف، ولا تكن أنانية أبدا ؛ إنما تلك هو الجزء الذى بداخل كل واحد فينا "َلاَ تَنْتَفِخُ .... ، ولاَ تَطْلُبُ مَا لِنَفْسِهَا .... ، وَلاَ تَظُنُّ السُّؤَء"
هي تسعى دائما إلى إعطاء الآخرين، بينما تسعى الذات دائمًا إلى إعطاء على نفسها؛ فنحن نعيش حتى الأن في منطقة الذات .
لقد كنا نؤمن بكل ما أخبرنا به عقلنا الخاطىء ، والنتيجة هي أننا غارقين فى كل أنواع الحرمان والمعاناة.
لقد وجد بعض الأشخاص - الذين كانوا يجرون دراسة خاصة بالعقل خلال السنوات القليلة الماضية - أن بعض المعتقدات الخاطئة التي نحتفظ بها هي في الحقيقة السبب فى جميع أنواع المشاكل ؛ الجسدية والمعنوية والمالية؛ حيث تعلموا أن المعتقدات الخاطئة -أى الأخطاء كما يسمونها - لا تنشأ إلا في العقل الجسدي أو البشري. كما تعلموا أيضًا وأثبتوا بالفعل أننا من خلال الجهد المستمر و الإرادة يمكننا أن نغير معتقداتنا ، وبهذه الطريقة فقط يمكننا أن نغير ظروفنا المزعجة ، وظروفنا الجسدية .
إحدى الطرق التي وجدوها فعالة للتخلص من الظروف المزعجة - والتي تعد نتيجة تصديق الأكاذيب التي أخبرنا بها العقل الجسدي – هى الحواس. أولا أن ينكر أن مثل هذه الأشياء لديها أو يمكن أن تكون لديها السلطة لجعلنا تعساء ، وثانيا أن ينكر أن هذه الأشياء موجودة على الإطلاق.
تحتوى كلمة الإنكار على تعريفين وفقًا لويبستر ؛ أولهما إن الإنكار هو الامتناع أو الحرمان ؛ مثل حرمان الجائع من الخبز ، وبمعنى آخر فالإنكار ، هو الاعتراف بالخطأ ، و التخلي عن الخطأ الزائف تمامًا (ونحن نعتقد أن يسوع قد استخدم المعنى الثانى للإنكار).
إن إنكار المرء لا يعني على الإطلاق حجب الراحة أو السعادة عن الانسان الخارجي ؛ فهى أقل بكثير من إلحاق التعذيب به ، ولكنه يقصد إنكار مزاعم هذه النفس الزائفة المسماة "العقل البشري" ، والاعتراف بأن هذه الادعاءات غير صحيحة.
فإذا كنت قد قمت بأي عمل خاطئ ، فالخطوة الأولى جدا لتصحيحها هى التراجع عن الخطأ ، ومحو كل الأخطاء التى قمت بها لتبدأ صفحة جديدة بأساس جديد.
فقد كان اعتقادنا خاطئًا نحو الله ، ونحو أنفسنا ؛ حيث اعتقدنا أن الله غاضبًا مننا ، وقد ظننا – ونحن فى أحسن الأحوال – أننا خطاة عظماء ، وكان معظمنا خائفًا من الله .كما اعتقدنا أن المرض ، والفقر ، والمتاعب أشياء شريرة وضعت من قبل هذا الإله نفسه ؛ لمجرد تعذيبنا لخدمته ومحبته . لقد اعتقدنا أننا نسعد الله عندما نكون مشلولين تمامًا ؛ بسبب مشاكلنا بحيث نكون مستسلمين لها جميعًا ولا نحاول حتى الخروج منها أو التغلب عليها . وهذا كله خطأ ! والخطوة الأولى نحو تحرير أنفسنا من مشاكلنا هي التخلص من معتقداتنا الخاطئة عن الله وعن أنفسنا.
ولكن ، إذا لم يكن الأمر كذلك ، وصدقت أنه كذبة ، لا أرى كيف يمكن أن يؤثر اعتقادي في ذلك على صحة جسدي لظروفي!
يمكن أن يكون الطفل خائفا من البعبع الخيالي تحت السرير من أن يصاب بالتشنجات أو أن يصبح مختلا، فإذا تلقيت اليوم رسالة برقية مفادها أن زوجك أو زوجتك أو طفلتك البعيدة عنك قد قُتل فجأة ، فإن معاناتك العقلية والجسدية - وربما تمتد حتى إلى شئونك الخارجية والمالية - ستكون كبيرة كما لو كانت حقيقية ، ومع ذلك ، قد يكون التقرير كاذبًا تمامًا. وهذا هو الحال أيضًا مع تلك الأحاديث عن البعبع وراء الأبواب ، والبعبع الذى يأتى بسبب الغضب الإلهى أو بسبب ضعفنا ؛ إنها تأتي إلينا من خلال الحواس حتى نكون مشلولين بمخاوفنا منهم.
و الآن دعونا نفيق أنفسنا؛ فالإنكار هو الخطوة العملية الأولى نحو إزالة المعتقدات الخاطئة التى طالما آمنا بها ؛ المعتقدات التي جعلت مثل هذه الفوضى الحزينة في حياتنا. ونعنى بالإنكار هنا : إعلان شىء يبدو صحيحًا ، ولكنه فى الواقع غير حقيقى ؛ حيث تتعارض المظاهر مع تعاليم الحقيقة أى العلوم. وقال يسوع : "لاَ تَحْكُمُوا حَسَبَ الظَّاهِرِ بَلِ احْكُمُوا حُكْمًا عَادِلًا".
فلنفترض أنك قد تعلمت أن الشمس تتحرك أو تدور حول الأرض ، ويحاول أحدهم الآن إقناعك بأن العكس هو الحقيقة ، حينها ستظن لبرهة أن هذا الكلام يمكن أن يكون صحيحًا ، ومع ذلك ، فكلما رأيت شروق الشمس ، فإن الانطباع القديم الكامن في ذهنك عن طريق الاعتقاد الخاطئ فى السنوات الماضية سيظهر ، ويبدو حقيقيًا جدّا عن أن يكون موضع خلاف. ولذلك ، فالطريقة الوحيدة التي يمكنك بها تطهير عقلك من ذلك الانطباع والثقة بأن الاعتقاد القديم غير حقيقى ، تتمثل في إنكار الاعتقاد القديم بشكل متكرر ؛ والقول مرارًا وتكرارًا لنفسك كلما يراوغ الموضوع ذهنك ، "هذا ليس صحيحًا ، فالشمس لا تتحرك. إنها ثابتة بل ما يتحرك هو الأرض ". وفي النهاية ستجد أنه غير ممكن للشمس أن تتحرك .
الظاهر أمامنا هو أن أجسادنا وظروفنا تتحكم في أفكارنا ، لكن العلم يقول العكس بالضبط؛ فإذا كنت تنكر مرارًا وتكرارًا حالة مزيفة أو غير سعيدة ، فإنها لا تفقد قدرتها على جعلك غير سعيد فحسب ، ولكن في النهاية يتم تدمير تلك الحالة بسبب إنكارك.
ما يرغب فيه الجميع هو أن يتجلى الخير في حياته ، ومن حوله ، أى أن يتمتع بحياة مفعمة بالحب ، والصحة المثالية ، والمعرفة عن جميع الأشياء ، والقوى الكبيرة ، والفرح الكبير. وهذا بالضبط ما يريده الله لنا؛ فكل الحب يظهر فى الله فى الجسد ، كما تعلمنا في الدرس السابق . كل الحكمة هي الله ، كل الحياة والصحة هي الله ، كل فرح (بسبب الخير) وكل قوة الله. كل خير من أي نوع يخرجه الله إلى الظهور من خلال الناس أو أي شكل آخر مرئي.
فعندما نتوق أكثر إلى أي شيء جيد ، فإننا في الواقع نتوق إلى المزيد من الله لكي يظهر فى حياتنا ، حتى نتمكن من إدراك ذلك بالحواس ؛فوجود الله لا يأخذ الخير من حياتنا ، ولكنه يجلب لنا المزيد من الخير.
في العقل الذي هو الله ، هناك دائمًا رغبة في بذل إعطاء المزيد ، لأن الدافع الإلهي هو إظهار المزيد من نفسه. فكريًا قد ندرك حقيقة كوننا صورة الله ومثاله، وهى الحقيقة التى لا تتغير ، أما ما نحتاج أن ندركه هو وحدتنا مع الأب فى كل الأوقات . ولكى ندرك ذلك ، علينا إنكار المظاهر التى تخالف ذلك ، وإنكارها كحقائق ، واعترف أنها ليست صحيحة .
هناك أربعة أو خمسة أفكار خطأ يؤمن بها الجميع تقريبًا ، والذى يظن هؤلاء الذين استفادوا من المرض والمتاعب أنه من الجيد أن ينكرها الجميع ؛ من أجل تطهير الذهن من الآثار المؤلمة للإيمان بهم ، وهما كالأتى :
أولاً : لا يوجد شر
لا يوجد سوى قوى واحدة في الكون وهي الله – الخير. فالله كلى الصلاح ، وكلى الوجود . والشرور الظاهرة ليست مخولة أو أشياء من تلقاء نفسها ؛ فإنها ببساطة غياب الخير ، كما أن الظلمة هى غياب النور ، ولكن الله (الخير) كلى الوجود ؛ وبالتالي فإن الغياب الواضح للخير (أو الشر) غير واقعي، إنه مجرد مظهر للشر كما كانت الشمس المتحركة مظهرًا للنور. فأنت لا تحتاج إلى الانتظار لمناقشة مسألة الشر هذه أو فهم كل شيء تمامًا حول سبب إنكارك ، ولكن فقط ابدأ في ممارسة الرفض بطريقة و انظر إلى أي مدى سوف ينقذك من تلك الشرور فى حياتك اليومية.
ثانيًا : لا يوجد واقع أو حياة أو ذكاء في المسألة
لقد رأينا أن الحقيقي هو الروحي.
"وَنَحْنُ غَيْرُ نَاظِرِينَ إِلَى الأَشْيَاءِ الَّتِي تُرَى، بَلْ إِلَى الَّتِي لاَ تُرَى. لأَنَّ الَّتِي تُرَى وَقْتِيَّةٌ، وَأَمَّا الَّتِي لاَ تُرَى فَأَبَدِيَّةٌ". وهكذا ، سوف تكسر قريبًا العبودية التي تتعامل معها والظروف المادية الخاصة بك. سوف تعرف أنك حر.
ثالثًا : لا يمكن أن يتسلط على الألم ، أو المرض ، أو الفقر ، أو الشيخوخة ، أو الموت ؛ لأن كلها أشياء ليست حقيقية .
رابعًا : لا يوجد شيء في الكون كله أخشاه ، لأن من هو في داخلي أقوى ممن في العالم.
فَإِنَّهُ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: "وَأَنَا أُخَاصِمُ مُخَاصِمَكِ وَأُخَلِّصُ أَوْلاَدَكِ" ، فهو يقول ذلك لكل أطفاله ، وكل شخص هو طفله.
كرر هذه الكلمات الأربعة بصمت عدة مرات في اليوم ، وليس بقلق شديد لإخراج شيء منها ، ولكن حاول بهدوء إدراك معنى الكلمات المنطوقة؛ لا يوجد شر (أو شيطان)، لا يوجد واقع أو حياة أو ذكاء في المسألة، الألم ، المرض ، الفقر ، الشيخوخة والموت ليسوا حقيقية وليس لديهم أي سلطة عليَ، لا يوجد شيء في الكون كله أخشاه.
كل ساعة تقريبًا تظهر بعض المخاوف والغضب في حياتك، قابل كل منهما بالرفض، قل بهدوء داخل نفسك " لا شيء على الإطلاق"؛ فلا يمكن أن يؤذيني أو يزعجني أو يحزننى. لا تحاربه بقوة ولكن دع إنكارك يكون إنكارا للتفوق عليه، كما كنت تنكر قوة النمل على تل صغير لإزعاجك. إذا كنت غاضبًا ، قف ثابتًا وأنكر ذلك بصمت، قل أنك لست غاضبًا ؛ أنت مصدر من مصادر الحب ، ولا يمكنك أن تغضب ،فهذا ليس صحيحًا ، .... وهكذا وسوف يتركك الغضب تمامًا.
إذا أظهر شخص ما سوء النية ، فأرفض بصمت قدرتها على إيذائك أو تعاستك. إذا وجدت نفسك تشعر بالغيرة أو الحسد تجاه أي شخص ، فابتعد فورًا عن الأعقاب السلبية لذلك الوحش المتعدد الرؤوس. أعلن أنك لست غيورًا ، أنك تعبير عن الحب التام (الذي هو تعبير عن الله في الظهور) ولا يمكن أن تغذي الغيرة.
فلا يوجد شيء حقًا يجعلك تشعر بالغيرة ، لأن كل الناس واحد و لهم نفس الروح، كما يقول بولس : "وَأَنْوَاعُ أَعْمَال مَوْجُودَةٌ، وَلكِنَّ اللهَ وَاحِدٌ، الَّذِي يَعْمَلُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ". فكيف يمكنك أن تغير من جزء آخر منك ؟ وذلك يبدو أكثر ارتياحًا بالنسبة لك .
فهل يمكن أن تغار اليد أو الأذن من العين؟ أليس أعضاء الجسم الذين نراهم ضعفاء مهمين في كمال الكل مثل الآخرين؟ هل يبدو أنك أقل أو لديك أقل من البعض الآخر؟ تذكر أن كل الحسد والغيرة موجودان في ذهن زائف أو بشري ، وأنك في الواقع - مهما كانت ضئيل - ، فإنك ضرورة مطلقة بالنسبة لله ، من أجل تحقيق الكمال التام.
إذا وجدت نفسك تخشى مقابلة أي شخص ، أو تخشى الخروج، والقيام بما تريد ،أو يجب أن تفعله ، فابدأ على الفور في القول: " هذا غير صحيح ، أنا لا أخاف ؛ أنا الحب المثالي، و لا أعرف الخوف. لا أحد ، لا شيء في كل الكون يمكن أن يؤذيني." ستجد بعد قليل أن كل الخوف قد اختفى ، وكل التردد قد ذهب.
إن الإنكار يؤدى إلى الحرية من العبودية ، وتأتي السعادة عندما نتمكن من إنكار قوة الأشياء التي تلمسنا أو تثير قلقنا. هل كنت تعيش في الحرمان لسنوات ؛ الحرمان من القدرة على النجاح ، والحرمان من صحتك ، والحرمان من الشعور بالرضا عن طريق الشعور بأنك ابن للشيطان أو للضعف ، وحرمانك من القوة لتحقيق أي شيء؟ إذا كان الأمر كذلك ، فإن هذا الإنكار المستمر قد أصابك بالشلل ودمر قوتك.
عندما تتعلم في الدرس التالي شيئًا عن التأكيدات - عكس الإنكار - ستعرف كيف تخرج نفسك من عالم الفشل إلى عالم النجاح. فكل سعادتك ، و كل صحتك، و كل قوتك ، تأتي من الله. إنهم يتدفقون في تيار غير منقطع من رأس النافورة إلى مركز الوجود الخاص بك، ويشع من الوسط إلى المحيط أو إلى الحواس. عندما تقر بذلك باستمرار، وتنكر أن الأشياء الخارجية يمكن أن تعرقل سعادتك أو صحتك أو قوتك ، فإن ذلك يساعد طبيعة الحواس لإدراك الصحة والقوة والسعادة.
لا يمكن لأي شخص ،أو شيء في الكون ، ولا سلسلة من الظروف ، بأي احتمالية ، أن تتدخل بينك وبين الفرح والخير. قد تعتقد خطاً أن هناك شيئًا ما يقف بينك وبين رغبة قلبك ، وهكذا تمر الحياة هنا مع تلك الرغبة غير المحققة ؛ ولكن هذا ليس صحيحا. هذا "التفكير"هو البعبع تحت السرير الذي لا وجود له. أنكرها ، أنكرها ، وسوف تجد نفسك حرًا ، وسوف تدرك قريبًا أن هذا الظهور كان كاذبًا. و سيبدأ الخير في التدفق عليك، وسوف ترى بوضوح أنه لا يوجد شيء يمكن أن يقف بينك وبين نفسك.
بطبيعة الحال ، فإن الإنكار ، يجب أن يقال في ذهنك ، وليس بشكل علني لكى لا يدعو إلى الخصومة والمناقشة. بالنسبة للبعض ، يبدو هذا النوع من العمل الميكانيكي طريقة غريبة للدخول في حياة روحية أكثر ، فهناك أولئك الذين ينزلقون بسهولة وبصورة طبيعية من الحياة المادية القديمة إلى حياة روحية أعمق دون أي مساعدة خارجية ، ولكن هناك أيضًا الآلاف من الناس الذين يتضورون جوعًا للحصول على حياة أفضل ، والآلاف الآخرين الذين يسعون في المقام الأول وراء غذاء الجسد والنجاح المادى ، و لكنهم في الحقيقة يسعون للحصول على حياة أفضل ، ولذلك يجب أن يأخذوا الخطوات الأولى. على هذا النحو ، إن ممارسة هذه القواعد الميكانيكية بكل قلبك ، وبغير تكبر هى أفضل شىء يمكنك أن تفعله من أجل الحصول على نقاء القلب والحياة الأكثر نقاءًا ، و نحو النمو فى المعرفة الإلهية أيضًا ، والفرح الكامل فى كل الأشياء التى نقوم بها.
الدرس الثالث – الإنكار
الكتاب المقدس : يوئيل 10:3 ، صفنيا 15:3، متى6: 8-11 ، متى 24:16
أسئلة على الإنكار
- هل كان يسوع يدعو إلى الحرمان من وسائل الراحة فى الحياة؟ ماذا كان يعنى عندما قال " فلينكر نفسه " ؟
- ما هو الإنكار كما علمنا يسوع ؟
- ما هى الإنكارات الأربعة ؟
- ما الذى نقصده حين نقول أنه لا يوجد شر ؟
- ماذا يعنى اشتياقنا لشىء ما؟
Copyright of Arabic Translation © 2021 by TruthUnity.net under Creative Commons Attribution-NoDerivatives 4.0 International (CC BY-ND 4.0). This is an open source copyright. You are free and encouraged to use this translation for creating ebooks and printed material under certain conditions.